بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول للإفادة
أحكام صيام شهر رمضان
أولا: رؤية الهلال
شعائر الإسلام المتعلقة بالصوم وبالحج وبالصلاة ، وبخاصة المتعلقة بدخول
هذه الأوقات وثبوت أوانها علقه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرؤية
البصرية ، أى العين البشرية ، ولذالك فإن اتباع التقاويم الحسابية وآلات
الرصد ومراقبة الفجر ومراقبة الهلال وتولد الهلال فهذا من التكلف والتنطع
! أو الاستمساك بتقاويم المنجمين التي ثبت مخالفتها للواقع من حيث أوقات
الصلاة وأوقات الصيام وما شابه ذالك ، ولذالك فإن الاعتماد على هذه الآلات
سبب في كثرة الشر وقلة الخير وقد ثبت أن الحافظ ابن حجر رحمه الله لما ذكر
أن بعض الناس في زمانه يؤخرون الفطر ثلث ساعة بعد غياب الشمس أو يقدمون
الفجر قبل موعد الفجر الصادق بثلث ساعة علق على ذالك قائلاً : كثر فيهم
الشر وقل فيهم الخير وقد صنف المصنفون وبين العلماء أنه لا يجوز التعلق
بالتقاويم الحسابية أو التقاويم الفلكية أو بالروزنامات كما يقولون أو ما
شابه ذالك ، وذكر ذالك شيخ الإسلام فى مجموع الفتاوى فى ( الجزء 25 / صفحة
126 _ 202 ) وذكر ذالك الإمام النووى فى المجموع شرح المهذب ( الجزء 3 /
صفحة 279 ) وذكر ذالك أيضاً الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى فى كتابه
التلخيص الحبير ( الجزء 2 / صفحة 187 ) وللشيخ أحمد شاكر رحمه الله رسالة
جيدة فى هذا الباب تبين أن الأ حكام الشرعية بالصوم وبالمناسك وأوقات
الصلاة متعلقة بالرؤية البصرية ليس التقاويم الحسابية الفلكية والله تعالى
أعلم .
من
رأى هلال رمضان فعليه أن يقوم بالشهادة أمام القضاء ليقوم ولى أمر
المسلمين بنشر ذالك للناس ، وإعلام ذالك للناس ، فإن رؤية هلال رمضان تثبت
بشهادة شاهدي عدل لقوله صلى الله عليه وآله وسلم : صوموا لرؤيته وافطروا
لرؤيته وأمسكوا لها فإن غم عليكم فأكملوا ثلاثين ، فإن شهد شاهدان فصوموا
وأفطروا . هذا من باب كمال الشهادة فإن لم يتيسر وجود شاهدى عدل فى هذه
الواقعة فلا يعنى عدم قبول شهادة الواحد ، ولذالك تجوز شهادة الشاهد
الواحد على رؤية الهلال ، وقد ثبت عن ابن عمر كما فى سنن أبى داود
والدارمى وصححه شيخنا الألبانى رحمة الله عليه ، أنه قال : ترآى الناس
الهلال فأخبرت النبى صلى الله عليه وآله وسلم أنى رأيته فصام وأمر الناس
بصيامه . فهذا ابن عمر رضى الله عنهما رأى هلال رمضان فأخبر النبى صلى
الله عليه وآله وسلم ولم يجلس فى بيته ، أما الذى يرى هلال رمضان ولم يخبر
ولم يقوم بالشهادة أمام القضاء ولم يصم الناس فلا يصوم إلا مع الناس والله
تعالى أعلى وأعلم وأعز وأحكم .
إذا سافر المسلم من بلد أعلن دخول شهر رمضان إلى بلد لم يعلن دخول شهر
رمضان فالواجب عليه أن يمسك مع أهل بلده ، أى يصوم بصوم البلد الذى أنشأ
السفر منه لأن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال : صومكم يوم يصوم الناس
، أى الناس الذين فى البلد الذى أنتم فيه والله تعالى أعلم .
1- هل يصح الإعتماد على الإمساكيات الرمضانية أو الإستعانة بآلات الرصد الفلكي ؟ 2- هل يلزم من رأى هلال رمضان وحده أن يصوم ؟ 3- إذا سافر المسلم أثناء الشهر إلى بلد اختلف عن بلده فى الصيام فكيف يعمل؟ 4- يوجد هناك صعوبة فى تحرى الهلال فى البلدان الصناعية فماذا يكون موقفهم ؟
هذا السؤال يقود إلى أسئلة أخرى متعلقة بالجاليات الإسلامية التى تعيش فى
أوروبا وتعيش فى البلدان الغير إسلامية – فهؤلاء إن كان عندهم جمعية أو
هيئة تجارية تجمع هذه الجاليات وتتوحد كلمة هذه الجاليات ويقومون بمراقبة
الهلال فننصح بمتابعة هذه الجمعية أو المراكز الإسلامية بحيث يكون فيه
اجتماع للكلمة فإن لم يتوفر عندهم هذا الأمر فيصوم أهل تلك البلاد بصيام
أقرب بلد مسلم لهم والله تعالى أعلم .